شاركت برمجيات التعرف على الوجوه باعتقال فردٍ واحدٍ لاغير من أصل 4962 من المشتركين أثناء التظاهرات التي حدثت عام 2011 في لندن. وإن فشل تلك التكنولوجيا يقصد أن نظم الرصد الطموح ما زالت تعتمد على نحوٍ رئيسيٍّ على أفرادٍ يجلسون في حجراتٍ مظلمةٍ يقضون ساعاتٍ في رؤية ما صورته الكاميرات، وهي كيفيةٌ غير فعالةٍ كليا للدفاع عن أهالي مدينةٍ ما. ولكن الأبحاث الجديدة بينت أن برمجيات فحص المقطع المرئي من الممكن أن تتحسن على نحوٍ هائلٍ جدًّا بفضل تقدماتٍ حدثت في ميدانٍ غير مشابهٍ تمامًا وهو فحص سلاسل الحمض النووي DNA. إذا عاملنا المقطع المرئي وكأنه مرأىٌ يتحسن بنفس أسلوب تطور الـDNA، فإن التقنيات والأدوات البرمجية تلك تستطيع أن تُوقع نقلةً نوعيةً في ميدان الرصد الطموح. فقامت شرطة العاصمة لندن بتركيب كاميرات الرصد الأولى (CCTV)، والتي تُعرف بنظام الدارات التلفزيونية المقفلة، في عام 1960، وقد بلغ عدد تلك الكاميرات في المملكة المتحدة هذه اللحظة إلى 6 ملايين كاميرا. إضافة إلى ذلك هذا، خُصّصت كاميراتٌ متنقلةٌ يرتديها الضباط على الخطوط الأمامية، الأمر الذي أنتج مبالغة اعداد تسجيلات المقطع المرئي اللازم تحليلها مع مبالغة تعقيد المعلومات نتيجة لـ الحركة المتواصلة للكاميرات. لكن الرصد الطموح الآلية ما زالت تقتصر في أكثريتها على مهامٍ في بيئاتٍ مُسيطَر عليها نسبيًا. فمثلًا، أعلن التعدي على ملكيةٍ ما أو علم عدد الأفراد الذين يمرون عبر مدخلٍ محددةٍ هي من المهمات التي وارد تنفيذها على نحوٍ دقيقٍ. ولكن غير ممكن الاعتماد عليها في مهماتَّ أخرى كتحليل تسجيلاتٍ مصورةٍ لمجموعةٍ من الأفراد أو التعرف على أفرادٍ محددين ضمن شارعٍ عام لأن التصوير الخارجي مضطربٍ وكثير التحول. إننا نتطلب إلى برمجياتٍ تستطيع التداول مع تلك المتغيرات التي تتم بهدف ترقية عملية فحص المقطع المرئي التلقائية تعويضًا من اعتبارها عقبة. لهذا فإن أكثر أهمية الساحات التي تتعامل مع اعدادٍ كبيرة جداٍ من المعلومات المتغيرة هي دراسة الصفات الوراثية. حيث أنه قد جُمعت ثلاثة مليارات نوعٍ من الحمض النووي لأول جينوم بشري (عدد مجموعة معلومات الجينات الكلية للإنسان) على نحوٍ متعاقبٍ في عام 2001
وقد زاد إصدار ذلك النوع من المعلومات الوراثية بمعدلٍ أسيٍّ. ومن أجل اعداد المعلومات الصرفة ودرجة التفاوت فيما بينها استوجب مراقبة مبالغَ ومصادرَ هائلةٍ بهدف تحديث برمجياتٍ مختصةٍ وبرامجَ حاسوبيةٍ للتعامل معها. وقد تمَكّن العلماء جاريًا الوصول ببساطةٍ نسبيةٍ إلى خدمات فحص الجينوم بهدف دراسة جميع الحالات، مثل دراسة أسلوب مقاومة الأمراض وتصميم معالجٍ طبيٍّ ذاتيٍّ، فضلاً عن دراسة أسرار الزمان الماضي الإنساني. تطلب فحص الصفات الوراثية دراسة تطور الجينات، وهذا من خلال تتبع ما طرأ عليها من طفراتٍ عبر العصور. وذلك يشابه على نحوٍ عظيمٍ التحدي الذي حصل في أنظمة الرصد الطموح، حيث اعتمد شرح التقدم للمشهد أثناء الزمان إلى اكتشاف وتعقب الأشياء المتحركة. وعن سبيل معالجة تلك المتغيرات فإن الصور تقوم بتشكيل شريط مقطع مرئي يحاكي الطفرات، لهذا يمكن تنفيذ تقنياتٍ متطورة بهدف تغيير فحص دراسة الجينات إلى شريطٍ مصوّرٍ. وقد برهنت الامتحانات المبدئية لمبدأ مقطع مرئي الجينات vide-omics نطاق فعاليته. وبين فريق الباحثين في جامعة كينغستون أنه يمكن القيام بعملية فحص تلك المقاطع المرئية حتى ولو التُقِطت بكاميرا متنقلة. حيث استطاعوا مجاراة هذا من خلال اعتبار حركة الكاميرا كنوعٍ من الطفرات وهكذا يظهر وكأن المرأى التُقِط بكاميرا ثابتة.
وفي الوقت ذاته، أظهر الباحثون في جامعة فيرونا University of Verona احتمالية تكويد وحماية مهمات معالجة الصورة بالأسلوب العاملة بها الأدوات المستخدمة في دراسة المورثات، ويستحوذ ذلك الشأن على ضرورةٍ خاصةٍ حيث يخفف ذلك الإطار الوقت والتكلفة المستخدمة في تحديث البرمجيات على نحوٍ جليٍ. وأخيرًا نتيجة لـ ضم ذلك النسق مع التّخطيط الحديثة بات نسق الرصد الطموح الموعود مستعدًا. وإذا اعتُمِدت تكنولوجيا vide-omics فستُنتَج كاميراتٌ أكثر ذكاءً وتطورًا في العقد الآتي. وفي تلك الوضعية سوف تكون عملية مراقبة المقطع المرئي أفضل بكثيرٍ.

0 تعليقات